نافذة على العالم

نافذة على العالم
نافذة على العالم
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مشاركة المعرفة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مشاركة المعرفة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 9 نوفمبر 2014

التصادم العلمي والتكامل المعرفي
Scientific Collisionand Integration Of Knowledge
د. عزة فاروق جوهري
أستاذ مساعد/ قسم علوم المعلومات
كلية الآداب جامعة بني سويف

     نظرية التصادم في الكيمياء بالإنجليزية يطلق عليها ( Collision theory)هي نظرية ابتكرها كل من ماكس تراوتز و وليام لويس بين عامي 1916 و 1918 وذلك لتفسير حدوث التفاعلات الكيميائية .(1)  وتفسر هذه النظرية حدوث التفاعل كنتيجة لاصطدام الجسيمات المتفاعلة . ولكن لا ينتج كل اصطدام إلى تفاعل وإنما عدد محدد فقط من مجمل التصادمات يملك الطاقة اللازمة لحدوث التلامس الفعال الذي يسبب تحول المتفاعلات إلى نواتج. يعود هذا الأمر إلى عدد محدد من الجزيئات يملك الطاقة اللازمة والتوجه المناسب  أثناء التصادم من أجل كسر أي روابط موجودة وتشكيل أخرى جديدة.
تدعى التصادمات الفعالة التي تؤدي إلى تشكيل النواتج بالتصادمات المثمرة.
      في إطار التوجه لمجتمعات المعرفة وما يتطلبه ذلك التوجه من استثمار التلامس الفعال بين بعض التخصصات لنصل لمرحلة التصادمات المثمرة جاءت فكرتي لهذه السطور  على خلفية ما ينتهي إليه تقرير المعرفة العربي في كل دورة من دوراته(2) من أن النظر إلى مجال المعرفة وثورتها اليوم يشكل إحدى بل ومن أهم المداخل للإصلاح في الوطن العربي. حيث تتجه التوصيات دائما إلى ضرورة توفير بيئات حاضنة ومؤسسات وسياسات داعمة لكي تتحقق طفرة كبيرة في إنتاج واستحداث المعرفة في العالم العربي.فعلينا إذن التواصل مع ذواتنا ومع العالم بناءً على مكاسب المعرفة المعاصرة. إن التواصل مع الذات، أي تشخيص عللها المعرفية بصورة دقيقة وتشخيص علاقاتها الموصولة ببيئات المعرفة، ثم التواصل مع العالم بكثير من الشجاعة والطموح، وبكثير من الإيمان الذي يسلم بأن التشارك في إنتاج المعرفة يتطلب الحوار، ويتطلب بناء التعاقدات العقلانية هو بداية طريق التصادم المثمر .
ومن علاقات التصادم المثمر التي نأملها في تخصصات في مجتمعاتنا الأكاديمية العربية  تتلاقي في جزيئات يمكن أن تولد نواتج مثمرة منها نقاط التلاقي بين تخصص دراسات المعلومات وبين كل من تخصصات الحاسبات والتقنيات  والإدارة  والإعلام ويمكننا في هذا الطرح نفتح المجال بين علوم المعلومات والحاسبات والتقنية فقط على سبيل المثال الآن ، فدائما ما يسند للحاسبات والتقنية أنها الدعامة التي تحتل اليوم بدورها مكانة هامة في باب تطوير المعرفة وتحصيل المعلومات مبرزا أن تقنيات المعلومات تعد إحدى الدعائم الرئيسة لإقامة مجتمع المعرفة؛ ذلك أنها تمثل الأداة الرئيسة في العصر الحالي لنشر المعرفة وتداولها، علاوة على دورها في تطوير ودعم وتسهيل وتسريع البحث العلمي والثقافي على أوسع نطاق ممكن. لكن للتقانة معدوها ومنشئوها كأدوات فماذا عن مستخدمو هذه التقانة من هم مستثمروا  هذه التقانة في إدارة وتنظيم وبث الرصيد المعلوماتي والمعرفي ؟
من هنا كان لابد من استثمار فكرة التصادم المثمر لتكوين تكتلات فاعلة في جبهة المعرفة وكياناتها بوضوح دور العنصر البشري الذي يستخدم الأدوات التقنية ويفعل  دورها فكم من أدوات تم الاحتفاظ بها وامتلاكها دون إسهام مثمر لها ، حيث في الغالب من ينتج الأداة ليس هو مستخدمها فمنتج المشرط ليس بالطبيب ، ومنتج المقص ليس هو القائم بمهنة الحياكة ولكن التعاون الفاعل بين منتج الأداة ومستخدمها سيولد بالطبع معرفة وتطوير في الأداة واستثمار فعال لكل إمكاناتها .
فعلى سبيل المثال لدى الجامعات كيانات تقنية تطرح كل يوم الجديد من تيسيرات الأداء التقني لخدمة وتوعية منسوبي الجامعة ، وبالرغم من هذا عند البحث عن مواقع الجامعات العربية من خلال عناصر توصيفها للتعرف عليها من جانب محركات البحث فيما يعرف ب (الميتاداتا ) الخاصة بها نجدها قاصرة في الأداء وفقا لفحصها ببرامج التقييم الآلية العالمية حيث يظهر برنامج ميتاشيكر انها لم تتخطى مرحلة الضعيف كما في الشكل التالي لبعض المواقع
 فماذا آتي بها في هذا الترتيب ؟ رغم الإمكانات التقنية التي تستخدمها الجامعة ، هو عدم الاستعانة بمتخصصي المعلومات في استثمار الأدوات التقنية وتفعيلها وفقا لتفهم موضوعي مهني  في صياغة التوصيف للميتاداتا الخاصة بالموقع . من هنا تبرز الحاجة للتعاون بين التخصصين التقني والمعلوماتي وفقا لنظرية التصادم المثمر في الجوانب التالية:
أولا الجوانب الأكاديمية :على مستوى الخطط الدراسية واستثمار كل جانب لنقاط التلاقي مع الجانب الآخر بطرح مقررات مشتركة وأبحاث مشتركة و إشراف مشترك .
 ثانيا الجوانب التصميمية :على المستوى ألبرامجي لمعرفة المتطلبات الوظيفية للبرمجيات المنتجة.
ثالثا الجوانب الخدمية التنفيذية : لتفعيل استخدام الأدوات والبرمجيات واستثمارها أفضل استثمار.
المصادر :
(11/12/2013م)   http://ar.wikipedia.org/wiki/1) متاح على

2) تقرير المعرفة العربي للعام2010-  2011. متاح على            (11/12/2013م)http://www.arab-hdr.org/arabic/akr/index.aspx   

3) متاح على